أطلانتس : هي الجزيرة الأسطورية التي غرقت تحت الأمواج في الماضي البعيد حاملة معها حضارة متقدمة، فهل من الممكن زيارتها؟ أو الأهم من ذلك : هل هي موجودة بالفعل؟
الإجابة المختصرة على كلا السؤالين هي : لا، حيث تشير جميع الأدلة المتاحة إلى أن الفيلسوف أفلاطون في وقت ما حوالي عام 360 قبل الميلاد اخترع دولة الجزيرة لتوضيح نقطة حول مخاطر الإمبريالية العدوانية، وفي رواية أفلاطون لم يكن أطلانتس يوتوبيا، وكانت بدلاً من ذلك عبارة عن رقاقة لنسخة مثالية من أثينا قبل فترة طويلة من زمن أفلاطون.ويقول جيل جينتزلر (أستاذ الفلسفة في كلية أمهيرست) إن أثينا القديمة “كانت مشابهة جدا لمفهوم أفلاطون عن المدينة الفاضلة” ، ووضع أفلاطون تفاصيل ما ستبدو عليه هذه الحالة في عمله الشهير، وفقا لجنتزلر يجب أن تكون صغيرة وفاضلة وترفض التباهي، ومن ناحية أخرى امتلأ سكان أطلانتس في نهاية المطاف “بشهوة غير عادلة للممتلكات والسلطة” وفقا لشخصية أفلاطون التي وصفت الجزيرة في ذلك الوقت.
نشأة أطلانتس
في نصوص أفلاطون كانت أطلانتس “أكبر من ليبيا وآسيا مجتمعتين” والت يكانت ستشير في زمن أفلاطون إلى شمال إفريقيا الحديثة والنصف الأكبر من تركيا، وكانت تقع في المحيط الأطلسي في مكان ما خارج مضيق جبل طارق، وإنها كتلة أرضية كبيرة بما يكفي، وإذا كانت موجودة بالفعل في مكان ما تحت الماء في المحيط الأطلسي، فستظهر بالتأكيد على خرائط السونار لقاع المحيط.
إذن كيف أصبحت أطلانتس تمثل حضارة طوباوية مفقودة؟ لذلك يمكنك إلقاء اللوم (أو الشكر) على أغناتيوس دونيلي، حيث أنه في عام 1882 نشر عضو الكونغرس الأمريكي السابق “كتاب أطلانتس: عالم ما قبل الطوفان” ووضع الكتاب 13 فرضية تتمحور حول فكرة أن أطلانتس كانت موجودة حقا وتمثل بالفعل مكانا “سكن فيه البشر الأوائل لعصور في سلام وسعادة” وفقا لدونيلي، كانت أطلانتس المصدر الأصلي للعديد من الحضارات القديمة حول العالم،
ويعتقد دونيلي أنه إذا اتبع المرء الأدلة في كتابات أفلاطون، فيمكن العثور على أطلانتس، وكتب مارك آدامز في كتابه لعام 2015 : “سيكون من الصعب المبالغة في التأثير الذي أحدثه هذا الفصل التمهيدي لكتاب دونيلي على علم الأطلسي في المستقبل “قابلني في أطلانتس : عبر ثلاث قارات بحثا عن المدينة الأسطورية الغارقة” ويقول: “لقد تم اعطاء هذا النوع من النماذج التي يمكن للناس البدء في متابعتها في العقود القادمة”.
يقول آدامز إن دونيلي كان مستوحى من اكتشاف رائع في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر، واستخدم عالم آثار هاو هوميروس الإلياذة لاكتشاف مدينة طروادة الأسطورية، إذا كان تروي الذي كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنه خيالي حقيقيا، فلماذا لا تكون أطلانتس كذلك؟
في السنوات التي أعقبت عودة كولومبوس أخبار العالم الجديد إلى أوروبا، ادعى الكثيرون أن أمريكا كانت أطلانتس الأسطورية، لكن البحث اكتسب قوة فعلية في القرن العشرين والحادي والعشرين، وأشار بعض الباحثين إلى ثوران بركاني دمر أجزاء من جزيرة سانتوريني حوالي 1600 قبل الميلاد، مما أدى إلى القضاء على مستوطنات مينوان، وفي عام 2018 أعلن فريق وسط ضجة كبيرة أنهم وجدوا “دليلا ملموسا على وجود أطلانتس”. تضمنت الأدلة الرئيسية سلسلة من الدوائر في حديقة وطنية في إسبانيا تبين أنها أحواض تجريبية تم إنشاؤها في عامي 2004 و 2005 لدراسة شملت العوالق الحيوانية.
تعامل كينيث فيدر (الأستاذ الفخري للأنثروبولوجيا في جامعة ولاية كونيتيكت المركزية) مع مزاعم أطلانتس في معظم حياته المهنية، وعلى الرغم من عدم وجود دليل على وجود أطلانتس كما وصفه أفلاطون بالفعل (كما يقول فيدر)، فيمكن في بعض الأحيان جذب الأشخاص الذين تم ربطهم بهذه القصة إلى علم الآثار الحقيقي، يقول فيدر: “كنظام نحن لا نقوم بعمل استباقي كاف”.
إن علماء الآثار يعرفون حقا الكثير عن المواقع الأخرى التي غالبا ما يتم تداولها في الأساطير مثل ستونهنج أو الأهرامات المصرية أو المدن التي بناها الأزتك، كما يقول “ولكن إذا كان ما علقنا به هو مشاهدة الأشخاص لأفلام وثائقية عن أتلانتس أو الكائنات الفضائية القديمة وهذا ما يثير فضولهم ، إذن … نحتاج إلى أن نكون قادرين على التعامل مع ذلك.”
إرسال تعليق